الرستاق- خالد بن سالم السيابي
نظمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالرستاق محاضرة علمية بعنوان "الذكاء الاصطناعي والاكتشاف الدوائي: من المختبر إلى التطبيق" قدمها البروفيسور خالد بركات أستاذ الفيزياء الحيوية بجامعة ألبرتا الكندية، بحضور أعضاء الهيئة التدريسية، وطلبة الكلية وعدد من المهتمين.
وتناولت المحاضرة أبرز المحاور البحثية والعلمية في مسيرة البروفيسور خالد بركات الذي يجمع في أعماله بين الفيزياء وعلوم الأحياء وعلوم الحاسوب ضمن رؤية تكاملية تسعى إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الاكتشاف الدوائي وتطوير العلاجات المناعية الحديثة.
واستعرض البروفيسور بركات خلال حديثه رحلته الأكاديمية التي بدأت بحصوله على شهادة الدكتوراه في الفيزياء الحيوية من جامعة ألبرتا عام 2012، ثم عمله باحثًا ما بعد الدكتوراة إلى جانب العالم الحائز على جائزة نوبل السير مايكل هوتون، مشيرًا إلى أن هذا التعاون أسهم في تعميق خبرته في مجال محاكاة البروتينات والتفاعلات الجزيئية باستخدام الخوارزميات المتقدمة ، وأوضح أن أبحاثه تتركز على دراسة قنوات الأيونات القلبية وفهم آلياتها الدقيقة في اضطرابات نظم القلب، وعلى تطوير علاجات مضادة للفيروسات تستند إلى النمذجة الجزيئية.
وتحدث البروفيسور بركات عن دوره في إدخال الذكاء الاصطناعي إلى مراحل الاكتشاف الدوائي، مستعرضًا تجاربه في تأسيس شركة Biosimulations بمدينة إدمونتون الكندية، وهي شركة رائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية تعمل على تسريع اكتشاف الأدوية والتنبؤ بسمّيتها من خلال النمذجة الحاسوبية الدقيقة، فضلًا عن مشاركته في تأسيس شركات أخرى تُعنى بالعلاج المناعي وتطبيقات الحوسبة الحيوية ، وأشار إلى أن أبحاثه التي تجاوزت مئة وخمسين دراسة محكّمة حظيت بدعم مؤسسات بحثية كبرى مثل مؤسسة ألبرتا للسرطان ، والمجلس الكندي للبحوث العلمية والهندسية ، والمعاهد الكندية للصحة، مؤكدًا أن التعاون بين الجامعات العربية والمراكز البحثية العالمية يمثل خطوة جوهرية نحو بناء بيئة علمية قادرة على الابتكار والمنافسة. واختتم البروفيسور محاضرته بالتأكيد على أن المستقبل الطبي يكمن في التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والعلوم الحيوية، ودعا الطلبة إلى تبني التفكير الحاسوبي والنمذجة الرياضية في بحوثهم التطبيقية باعتبارها أدوات جوهرية لفهم تعقيدات الحياة وتطوير حلول علاجية أكثر دقة وإنسانية.